الاثنين، 9 يناير 2012

يوم بلا قات ... دعوة إيجابية

بماذا نستقبل العام التالي للثورة ,وبعيدا عن النقاشات السوفسطائية بشأن هل تحققت أهداف الثورة أم لا , من الأهمية أن نستقبل العام التالي بعمل شديد الإيجابية يلمس أحد أكبر مشاكل اليمن ويهز هذا المرض الذي تأصل في نفوس الشعب , فليكن "يوم بلا قات" استهلال ليمن المستقبل أن المشاركة في هذا اليوم والدعوة إليه بكل الوسائل وحتى بالوسائل التقليدية في طول البلاد وعرضها يعني أننا انتقلنا باليمن من مرحلة الألفاظ والكلام المعاد إلي واقع عملي يترجم معاني الثورة .ما فائدة الثورة إذا لم تغير سلوكنا وتحرك الرواسب في العقل اليمني الذي ظل راكداً منذ قرون طويلة , ما فائدة أن نقول لأبنائنا وأحفادنا إننا الجيل الذي صنع الثورة إذا كانوا سيولدون مرضى وبهم عاهات , وفي بيئة فقيرة ومعدومة الخدمات , واب غائب لم يجد وقتا لتربية أبنه وتعليمه الحضارة .

بدون "يوم بلا قات " يحفر اثره في وجدان الشعب , ستظل ثورتنا مجرد شعارات , ويصدق فينا القول بأن الربيع العربي أنتج مواطن قادر على الهتاف بسقوط النظام وسقوط كل الفراعنة , ولكن لا يقوى على أن يروض هذا الفرعون الكامن في عقله , ويغير سلوكه .

نريد بعد الثورة رجل يصنع الحضارة ويعوض ما فات من قرون طويلة تخلفنا فيها عن ركب من سبقونا في كل المجالات, نريد ثورا يذوبون في العمل والاجتهاد لرفع مستوى الإنسان , نريد رجالا أكثر رقة واحتراما للمرأة , نريد المواطن اليمني الذي يرفع من شأن بلاده وينقل السعادة من الكتب القديمة إلي سعادة الأطفال , وليس يختصر السعادة الضئيلة والموهومة في واقعنا المأزوم إلي لحظة عابثة ويتبعها ضجر ينعكس على سلوك الإطفال فيشبوا على نهج أبائهم . كنا بالأمس نتحجج بأسباب كثيرة منها الاستبداد
أما اليوم فليست أمامنا حجة ضحينا بالأرواح والمال من أجل نجاح الثورة فلماذا لا نضحي من أجل استمرار الثورة وترجمتها إلي واقع بجزء من عاداتنا ألا تعد الثورة الحدث الأعظم في تاريخ اليمن الحديث  , وأعظم انجاز حقيقي في قرن من الزمان أو يزيد
لأنها ستنهض بنا نحو يمن جديد .أن الثورة   ليست شعارا  ومظاهرات فقط  , وتصريحات إعلامية  أنما  منهج  حياة وبرنامج عمل وليست الثورة تغييرا في واجهة الدولة وفي المناصب وتغيير الاسماء أنما   تغيير عميق في نفسية الناس وفي تفكيرهم .
حماية الثورة تتطلب أن نكون في حالة صحو حقيقي وأن نوفر كل مال " والوقت مال ثمين".

هناك تعليق واحد:

  1. موضوع جميل جذبني نحو المدونة , حيث أني أحد من اصيبوا بخيبة أمل كبيرة عند ترقبي ليوم مقاطعة القات المشهود وكنت أحسبه يوم اختبارا حقيقي لإرادة اليمنيين نحو التغيير , وللاسف كانت النتيجة فشل بامتياز وصفر مربع على جبين كل يمني.
    جميع المواقع والمنتديات لم تقم بالترويج لهذا اليوم كما يجب فاكتفوا فقط بإيراد الخبر بدون أي متابعة أو وضع بانرات استعدادا لهذا اليوم المشهود .
    عندما أتحدث مع اليمنيين في المجلس اليمني وغيره من المنتديات وكذلك حديثي مع الاصدقاء , أسمع بعض التبريرات السامجة مثل أن هناك الالاف من الاسر التي تقتات على القات وأن في منعه قطع أرزاق , وبالطبع تناسوا أن هذه الاسر تتسبب بقطع أرزاق مئات الالاف من الاسر الاخرى بسبب الاستهلاك المفجع للمياة وللمال والصحة أيضا وقبل ذلك كله الوقت المهدور يوميا من ساعات العمل والانتاج.
    يتناسى هؤلاء أيضا أن ديننا الاسلامي يحثنا على الايجابية والمبادرة ( لا تكلف إلا نفسك ) و ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) , وجميعنا سنقف فرادى أمام الله عز وجل يحاسبنا فكيف نعتذر ؟

    أتمنى أيضا أن نخرج من نطاق التنظير وأن نبدأ بأنفسنا , فقد قابلت شبابا فصحاء وبلغاء , للاسف وجدتهم سلبيون جدا في حياتهم وفي محيطهم الاسري , وجدتهم يهملون أنفسهم , أقاربهم وارحامهم ورغم ذلك كله وجدتهم يدعون الناس لقضايا سياسيه أو دينيه حساسة جدا , وخمنوا ماذا ؟ دعوتهم لم يكن لها أثر ذلك أن العلم يهتف بالعمل فإن أجابه ولا ارتحل .

    ردحذف